مقدمة عن حياة الروائي أرنست هيمنغواي
الكاتب والروائي الأمريكي أرنست ميللر هيمنغواي Ernest Miller Hemingway,أديب وصحفي نجح في فترة حياته كمحرر لمقالات صحفية في مجالات عدة وكان لأسلوبه البليغ دور كبير في نجاحه وشهرته التي نالها من خلال أعماله الأدبية.
وُلد أرنست هيمنغواي ب أوك بارك،إلينوى،بالولايات المتحدة في 21/7/1899،عاش طفولة صعبة،شارك في الحرب العالمية الأولى و الثانية ونتا شهادة شرفية على مشاركته في الحرب كما أنه عمل كصحفي وتنقل كثيرا بين دول العالم ،تزوج أربع نساء في حياته.
 |
| تصور رواية العجوز والبحر الصراع الأزلي بين الانسان وقوى الطبيعة |
تزوج ب هادلي ريتشاردسون(1921-1927)
بعدها تزوج ب بولين فايفر(1927-1940)
ثم تزوج الثالثة المسماة مارثا جيلهورن(1940-1945),ثم تزوج ب ماري ولش عام 1946,تعد أعماله ضمن كلاسكيات الأدب الأمريكي،من أهم أعماله الأدبية،الشمس تشرق أيضا 1926,وداعا للسلاح 1929,ولمن تقرع الأجراس 1940,وعبر النهر و بين الأشجار 1950.
شُخص بداء ترسب الأصبغة الدموية في أوائل عام 1961،توفي في 2/7/1962 ب كيتشوم ،أبداهو.
من أهم الرويات التي ألفها هيمنغواي ،العجوز و البحر( The Old Man and the Sea)،وقد نشرت عام 1952,حصلت الرواية على جائزة نوبل للأدب عام1954,كما حصلت قبلها بسنة عام 1953 ب جائزة بوليتزر عن فئة الأعمال الخيالية،تقع في136 صفحة،قام بتأليفيها أثناء اقامته في هافانا،كوبا.
ملخص رواية الرجل العجوز و البحر
تجري أحداث القصة في كوبا ،تحكي قصة الصياد الكوبي سانتياغو رجل متقدم في السن ،،كان ينزل البحر ليصطاد السمك لكنه يعود آخر مساء كل يوم بلا صيد،،وبقي على هذا الحال مدة تجاوزت 84 يوما،،مما جعله يائسا ،بائسا،سكيرا مُدمن الشُرب ،في حين كان الصيادون الأخرون يأتون بالسمك،،كان الجميع يسخر منه لأنه يعود فارغ اليدين بعد كل رحلة صيد في البحر،،كان ينزل معه شاب يدعى مانولين في الأربعين يوما السابقة، كان بمثابة تلميذه المخلص والمطيع،،وبعد نزولهما المتكررللبحر بدون نتيجة،حذر والد مانولين ابنه من مصاحبة العجوز سانتياغو و منعه من الذهاب معه الى الصيد في البحر مرة أخرى،وأخبره أن العجوز مصاب بالنحس وقلة الحظ
لم يمنع ذلك سانتياغو من قراره الأخير لمعاودة الإبحار بعيدا،ووحيدا في المحيط ليصطاد السمك ،بقي هناك يصارع الأمواج والعواصف،و الظلام والبرد،ثلاثة أيام من العزلة، مضت وهو في أعماق المحيط ولم ييئس أبدا،وهو صاحب المقولة المشهورة" الإنسان يمكن هزيمته لكن لا يمكن قهره".
فجأة وهو على وشك الانهيار بعد أيام عصيبة يظهر له بصيص أمل برؤيته لسمكة عملاقة"مارلن -Marlin" بعد صراع طويل مع السمكة تمكن منها واصطادها،قام بربطها بالقارب ثم انقلب عائدا الى البيت،،وأثناء عودته يواجه مشكلة أكبر،تعرضه لمهاجمة القرش بعد تبتعه رائحة دم السمك التي امتزجت بمياه البحر،،تلتهم أسماك القرش السمكة المصطادة من طرف العجوز سانتياغو ،،يحاول هذا الأخير من منعها،بكل قوته لكنه يفشل،يحاول ويعاود الكرة،ومع حلول الظلام الدامس الذي اجتاح البحر،صعبت حماية صيده من الهلاك،،و مع بزوغ الضوء اكتشف سانتياغو أن صيده اصبح مجرد هيكلا عظمي.
عاد سانتياغو الى الميناء وتفاجأ به أهل المنطقة و صيده الذي لم يبق منه إلا الهيكل العظمي ،هذا الأخير الذي ترجم قدرة العجوز على قوته وقدرته العجيبة في تحمل الصعاب و مشقة الرحلة رغم خسرانه الفريسة واخفاقه في الاحتفاظ بها.
في الأخير،،وبعد أيام يعود مانويل التلميذ المحب لمعلمه،لمعاودة النزول الى البحر ليصطاد مجددا.
رمزية الرواية العجوز و البحر
الرواية رغم بساطة اللغة المستعلمة،و الأحداث التي دارت على اليابسة وداخل القرية وبين الأشخاص من جهة،،وعلى خطورة الأحداث داخل عمق المحيط من جهة أخرى،غير أن الرواية لها أبعاد قوية، رمزية تجلت في ضعف القوة و القوة ،في الحياة والموت ،وصورت وأعطت مفهوم قوي للصراع الأزلي بين الانسان وقوى الطبيعة و ذلك من خلال بطل الرواية العجوز " سانتياغو" و قوى الطبيعة التي تجسدت في حيوان القرش المفترس،في الظلام الموحش الذي يعبر عن المصير المجهول ،عن عدم وضوح الرؤيا،الخوف القاتل أثناء الواجهة و الصراع معا،وأيضا عن مواجهة عظمة البحرومخاطره الهالكة،وبهذا فالرواية تظهر قوة عقل الانسان رغم ضعفه وقدرة تصميمه واصراره على نيل مراده وتحقيق هدفه،والوصول اليه رغم كل المخاطر،والصعاب،بأرقى أسلوب وهو مقاومته وانتصاره على قوى الشر و الطبيعة،،وما كانت السمكة المصطادة " مارلن " سوى رمز الهدف النبيل والغاية المرجاة من الإبحار في رؤيا الانسان العجوز " سانتياغو ", وأسماك القرش العقبة التي واجهته في الوصول الى هدفه ومنعته من تحقيق أهدافه ،ويبقى الهيكل العظمي رمز للصمود وعدم الاستسلام و مواجهة الأقدار بشجاعة واقبال شديدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق